مساجد العكارطة

Publié le 5 Septembre 2008 par أبناءأيير الجميلة in تاريخ جغرافيا وثرات

 

بالأمس القريب كان للكُتاب دور جد مهم في نشر تعاليم الدين الإسلامي وتدريس القرآن والفقه وعلومهما، كما جعل منه قطبا لتسيير شؤون البلاد والعباد. اليوم لم يبق للكُتاب نفس الدورالذي كان يلعبه. هذا المقال  في حد ذاته محاولة للنبش في التاريخ من أجل الحديث عن مساجد العكارطة والدور الذي لعبته إبان فترة نشاطها.

الجامع الأول للعكارطة :

يقال  بأن الجامع الأول للعكارطة تأسس من طرف أحمد بن الحاج حمو دفين مقبرة سيدي محمد مسافر المتواجدة على مقربة من دوار ايبودة والمتوفى عشية يوم الأحد 28 ذي القعدة عام 1311 هجرية، بعض المصادر الشفوية أكدت لنا أن أحمد بن الحاج كان يدرس القرآن وعلومه بدوار القواسمة ليتحول بعد ذاك إلى الجامع الأول بالعكارطة بعد بناءه على أرض منحت من طرف محمد بن عبد الله. كان المسجد  في بدايته عبارة عن" نوايل" ليأخد بعد ذلك الصيغة التي هو عليها اليوم (صومعة وبعض الغرف تم قاعة الصلاة وسور يحيط بالمسجد). عرف مؤسس  الجامع الأول للعكارطة بالإيثار والجود فكان بذلك ملجأ لأهل الخير والصالحين، درَّس أحمد بن الحاج بالمسجد وبعد وفاته في التاريخ المحدد آنفا درَّس  أبناؤه بالمسجد نذكر منهم:

o     السيد العربي

o     السيد محمد

o     السيد عبد القادر  

درَس الفقهاء التلاتة عند الحاج حمو وعند أحمد بن عبد الرحمان  بن سعيد بن حدوش بن محمد بن حدوش الحدوشي المتوفى بسادس أو تاسع عشر ذي القعدة 1318هجرية أي 7 سنوات على وفاة أحمد بن الحاج حمو ودفن بمقبرة سيدي موسى الصنهاجي المتواجدة على مقربة من قصبة أيير. درَس بالجامع الأول مجموعة من طلبة العلم آنذاك سواءا المنحدرين من المنطقة  أو غير المنحدرين.

إن محاولة معرفة تاريخ تأسيس جامع العكارطة الأول تقودنا إلى إجراء العملية الحسابية التالية : فوفاة أحمد بن الحاج سنة 1311 هجرية تعني أن المدة الزمنية الفاصلة بين 1311 و 1429 هجرية هي 118 سنة، وإذا أضفنا المدة التي عاشها الحاج أحمد (80 سنة متلا) مع الأخذ بعين الاعتبارالمدة الفاصلة بين التأسيس و الوفاة يمكن القول بأن عمر جامع العكارطة الأول يتراوح بين 160 و 180 سنة أي أن تاريخه يقارب قرنين من الزمن.

ما زال كُتاب العكارطة يمارس وظيفته المتمثلة في تكوين حفاظ القرآن لكن ليس بنفس وتيرة  الماضي، بعد إتمامهم حفظ القرآن يقصد  الطلبة مدارس علوم القرأن في مدن أخرى ( خميس الزمامرة، الجديدة، الدار البيضاء) أو يُلحقون  بأحد أقسام  المدرسة العمومية.   

تمت محاولة توسيع المسجد مؤخرا إلا أن غياب الإمكانيات حال دون إتمام العملية.

جامع الكريمات :

رغم المحاولات لمعرفة من بنى جامع الكريمات (للإشارة فالكريمات إسم يطلق على مجموعة بشرية جاءت من الكريمات وهي منطقة موجودة بالشياضمة) الذي كان له أيضا دور مهم في تكوين حفاظ القرآن الكريم. يقال أن بن سي عباس الآتي من خميس الزمامرة ( دوار العبابسة ) يعد من بين الأوائل الذين درَّسوا بجامع الكريمات ليتعاقب عليه من بعد ذلك مجموعة من الفقهاء نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر :

v  سي عبد القادر بن سي بارك بن علال

v  محمد بن عبد القادر بن سي بارك

v  الطالب الدكالي

 يشاع أن عمره يتجاوز مائة سنة، عرف في أيامنا هيكلة بسيطة وما زال يقوم بوظيفته.

جامع الدحاحنة :

يعتبر حديت البناء فهو لا يتجاوز 30 سنة، بني من طرف الحاج العسكري وكان في بدايته عبارة عن بيت بسيط أما اليوم فقد عرف عملية توسعة ( قاعة للصلاة، بعض الغرف وصومعة ) كان ولا يزال يمارس وظيفته كما يجب.

 

أما المسجد الرئيسي للعكارطة والذي تقام به صلاة الجمعة فيعد حديت العهد  كما يضم كُتابا لحفظ القرآن الكريم.   

  من هذا وذاك يتضح جليا الدور الذي كانت ولازالت، إن لم نقل ليس بنفس الطريقة والوتيرة، يلعبه الكُتاب، في النهاية نجد أنه لزاماً علينا الترحم على أرواح  الذين أعطوا الكثير في هذا الباب كما نُشيد بمجهودات الفقهاء الذين يسهرون على الحفاظ على نشاط ومسيرة الكُتاب.

الحقل الدلالي للكُتاب :

يتميز فضاء الكُتاب بتوظيفه لمجموعة من الكلمات لها دلالتها الخاصة، ولهذا سنحاول في ما يلي سرد بعض من أهم تلك الكلمات و معانيها.

-   المَحّاية : إسم يطلق على المكان الذي تتم فيه عملية "محي" اللوحة التي تكتب عليها آيات القرآن الكريم بعد حفظها عن آخرها،  المَحّاية تحتوي على الماء الذي يساعد على عملية مسح محتوى اللوحة الخشبية.

-   السّمسَار : هو عبارة عن مادة رمادية رطبة و سلسة  تشبه حجرة، بعد صب بعض قطرات من الماء على السّمسَار يمرر على اللوحة لحظات بعيد غسل اللوحة الخشبية بماء المَحّاية و خرقة ثوب، لتعرض فيما بعد اللوحة عضلاتها لأشعة الشمس من أجل تبخر المياه التي غُسلت بها لكي تصبح صالحة لأن يُكتب عليها آيات قرآنية من جديد. وبهدا تبقى اللوحة رهينة هذه العملية التي لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد.

-   الطَِّرس أو اللوحة : عبارة عن قطعة من الخشب يُكتب عليها ما تيسر من القرآن الكريم.

-   الكُرّاك : قطعة خشبية أو "عود"  صغير جدا و سميك نوعا ما يمرره الذي يحفظ القرآن على جسد اللوحة من أجل التركيز و بالتالي حفظ محتوى اللوحة.

-   الدوَاية والقلَم : الدواية تحتوي على المداد الذي يكتب به على اللوحة، أما القلَم فهو جزء صغير من قصبة حادٌ على مستوى جهته الأمامية، يوضع القلَم في الدواية ليكتب بة على اللوحة.

-   السمَق :   : يستعمل من أجل إعطاء لون أسود لمداد الدوَاية، هو قطعة من صوف الخرفان المتسخ.

-   السَلكَة : ترتبط لفظة  السَلكَة بعملية كتابة و قراءة أو حفظ القرآن الكريم بأكمله، يطالب الحفاظ خلال  السَلكَة الأولى بالكتابة والحفظ. خلال السلكة الأولى والثانية تكتب  آيات القرآن انطلاقا من المصحف الشريف، لكن السلكة الثالثة والأخيرة تحتم على الحافظ الكتابة انطلاقا من ذاكرته التي ترسخت على صفحتها صور القرآن وأحزابه.

-   المَسُوطَة : أو المَشحَاطَة والتي تستعمل من طرف الفقيه لغرض معاقبة الحفاظ، غالبا ما تكون عصا من شجر "الرتم" ( نوع من الغطاء النباتي) أو عبارة عن "جلدة" مربوطة بعصا.

-   التَخرِيجة : تسمى عملية حفظ حزب من القرآن الكريم  بالتَخرِيجة، كانت تقام في هذه المناسبة مأدبة بسيطة على شرف الفقيه والحفاظ جميعهم من طرف عائلة الشخص الذي حفظ  حزب من القرآن الكريم. تشتمل المأدبة على المأكولات التالية : الشاي، "الڭلية"( نتاج طهي الذرة)، و حساء الشعرية.   في طريقهم إلى منزل الحافظ لحزب من القرآن الكريم جرت العادة بأن يحمل الحافظ لوحته التي يعمل  فقيه الكتاب على  زركشتها كما كان الفقيه ومن معه يرددون المقولات الآتية :

طالب طالب يا يُوه

يا فرحات مُو و بَّاه

يا مُولات الخيمة

عطيني بيضة

باش نزَوَّق لوحتي

لوحتِي عند الطالب

والطالب في الجنة

والجنة مفتوحة

فاتحها مولانا

والطالب واصحابو

في الجنة يتصابو.

 

Par : RAJA Abdelkader

 

 

Commenter cet article
ن
سي راجا الله يحفضك ونجيك انت روعة تبارك الله عليك
Répondre
Y
<br /> tanoud man la9walab khalina  3ahna  rahna  barin  nab9aw bi39oulna tanmouto aaawliiiddiii<br /> <br /> <br />
Répondre