الإصلاحات المعطوبة و العقول المثقوبة

Publié le 2 Octobre 2015 par أبناء أيير الجميلة in وجهة نظر

الإصلاحات المعطوبة و العقول المثقوبة

بقلم: ذ. لحسن الكيري ( من مواليد الدبابزة بأيير)

كاتب وباحث في الترجمة والتواصل / الدار البيضاء – المغرب.

 

من اللافت للانتباه في بلدنا المغرب "أجمل بلد في العالم !!!!"  و الحمد لله، في كل دخول مدرسي كثرة التطبيل و التهليل و التزمير و التزويق و التنميق من طرف عدد كبير ممن وجدوا أنفسهم بالصدفة مسؤولين على قطاع التعليم. لكن واقع الحال يكذب كل هذا الباطل الذي أريد به حق. و الدليل على ذلك أننا نصنف في المراتب الأخيرة في التصنيفات التي تقوم بها المؤسسات الدولية كالبنك الدولي نموذجا.

     و باعتباري ممارسا أسائل هؤلاء المهللين المتهافتين وفق الشاكلة التالية: عن أي جودة في التعليم تتحدثون و أقسامنا تئن من الاكتظاظ الذي بلغ خمسين تلميذا في القسم الواحد من السنة الأولى تحضيري إلى السنة الثانية بكالوريا؟ هل سرقة ساعة و ساعتين للقسم الواحد من أجل تفييض الأساتذة إصلاح؟ ألا تخجلون من حال السبورات المهترئة و الطاولات الرثة التي يجلس عليها أبناء و بنات الشعب؟  لماذا لا تدرسون أبناءكم المحظوظين مع أبناء "الشعب" إذا كنتم ممن يؤمن بجودة هذا التعليم العمومي كما يفعل ملك هولندا مثلا؟ لماذا تذلون أساتذكم و تكيدون لهم كيدا؟ ألم يكد المعلم أن يكون رسولا؟ لماذا لا تبنون لنا المؤسسات الحقيقية و تتركوننا نبني لكم الإنسان؟ متى تمنحوننا سلطة القاضي و هيبة العسكري و راتب الوزير كما فعلت اليابان؟ لماذا لا يستقيل وزير التعليم يوما ما و يقول فشلت في مهمتي كما استقال وزير اليابان عندما جال في قرى اليابان ووجد مسنا واحدة أمية؟ أهذه شجاعة أم جبن في عقيدتكم؟ أليس تعدد و فوضى المقررات الدراسية مثل تعدد و فوضى أحزابكم؟ لماذا لا ينافسنا أبناؤكم في اجتياز مباريات التعليم؟ ما مآل المخطط الاستعجالي؟ و أين صرفت ميزانيته؟ و ما النتيجة؟ هل من الضروري أن نحرق المراحل و ننقض على طرائق بيداغوجية غربية؟ أليس من زمرتنا من يقدر على هندسة طريقة أو مقاربة ناجعة ناجحة في التدريس؟ هل التدريس بالكفايات حل في مدرسة شعب نصفه أمي؟ أليست المقاربة بالكفايات و سيلة لتزوير وحي تلاميذنا و محو هويتنا و ذاكرتنا؟ أليست وسيلة للتسطيح بدل الحفر؟ هل ترضون بأن يقرأ الأوربي 200 ساعة في السنة و المغربي دقيقتين؟ لماذا لا تستثمرون في الثقافة بدل الخبز؟ أليس حريا بأن تمنحوا الجوائز و التشجيعات و التنويهات للأساتذة بدل التكليفات و الاقتطاعات و التوبيخات؟ ما محل جمعيات آباء و أولياء أمور المتعلمات و المتعلمين من الإعراب في خضم هذا المساس بمصالح أبنائهم؟ أليس لهم رأي؟ و أين النقابات الصفراء التي باعت المقابلة "في الحديقة الخلفية" مع سبق الإصرار و الترصد؟

    يوم نجيب على هذه الأسئلة سيحق لنا أن نتحدث عن تعليم حقيقي و أصيل يشرف الآباء و المربين و المسؤولين و المتعلمين، و ما ذلك علينا بعزيز، بشرط أن يتوفر أناس شجعان برغبة سياسية ووطنية حقيقية بعيدة عن أي نوع من المزايدات السياسوية الضيقة و الأنانية و العنجهية و التغطرس المفرط و إلا سنبقى نطبل و نزمر غداة كل دخول مدرسي. "و إياك نعني و افهمي يا جارة".

Commenter cet article